الرئيسية

تصفح ملخصات الكتب

المدونة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

ملخص كتاب أقدم لك الشعور

محاولات علم النفس معرفة من أين يأتي الشعور داخل الانسان؟

ديفيد بابينو، هوارد سلينا

الشعور أو الوعي هو أحد أًصعب الأشياء التي واجهت علماء النفس والفلاسفة، فقد واجهتهم الكثير من المعضلات والمشكلات أثناء محاولات فهمه وحتى محاولات تعريفه، ومن المفارقة أن الشعور في حد ذاته هو شيء "تشعر" به لكن لا يمكنك تعريفه أو الامساك به أو وضعه في إطارات محددة، وأقصى ما يُمكن لعلماء النفس والفلسفة فعله هو طرح الأسئلة والتكهنات للتوصل إلى تعريف محدد له.

1- ما هو الشعور؟ معضلة التعريف لذلك السر الغامض

عندما يتعلق الأمر بتعريف الشعور، فإن علماء النفس يُفضلون البدء بالأمثلة قبل محاولة التوصل إلى تعريف محدد؛ فالشعور على سبيل المثال يمثل الفارق بين أن تثقب ضرسًا بدون مخدر موضعي وأن تثقبه باستخدام مخدر موضعي، هناك بعض العلماء كذلك الذين يعرفونه على أنه الفارق بين أن تكون مستيقظًا وأن تكون نائمًا وهذا التعريف ليس صحيحًا إلى حدٍ كبير؛ فالأحلام تحمل شعور أيضًا وغالبًا ما يكون شعورًا مبنيًا على تجارب حدثت في أثناء اليقظة؛ لذا فقد استنتج البعض الآخر أن الشعور أو الوعي هو الشيء الذي نفقده حين نخلد إلى نومٍ بلا أحلام أو تحت تأثير مخدر كلي، والحق أن الشعور يصعب وضع تعريف علمي وموضوعي له.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك مشكلة أخرى، وهي مشكلة التمييز بين الشعور أو الوعي الموجود في الذهن، وهو شيء نفسي عن الأنشطة الفسيولوجية التي تحدث في المخ والتي تعتبر إلى حد ما أشياء مادية، وما إذا كان يمكن اعتبارهما شيئًا واحدًا أم شيئين مختلفين عن بعضها البعض، وقد وضع علماء النفس ثلاثة اختيارات وافتراضات لتلك المعضلة ألا وهي:

الثنائية: وهي القول أن التجارب الناتجة عن الوعي والشعور الموجود في الذهن تتميز عن أنشطة المخ الفسيولوجية، أي أن الاثنين يختلفان عن بعضهما البعض، لكن ذلك الافتراض يثير معضلة وتساؤلًا آخرًا وهو: كيف يتفاعل المخ وأنشطته الفيزيائية الموضوعية التي تشغل حيزًا في الزمان والمكان مع الأنشطة الشعورية الذاتية؟

المادية: وهي افتراض يُنكر وجود الذهن كما ينكر أن هناك سمة اختلافات بين الذهن والمخ والعقل؛ فجميعهم شيء واحد وهو المخ ذلك الشيء المادي الذي نراه، ونعرف شكله، ويمكننا تعريفه ودراسته، والذي تنبع منه كافة الأنشطة سواء تلك الأنشطة الفيزيائية الموضوعية أو التجارب الشعورية الذاتية.

الاختيار السري الغامض، ويمكن القول أنه مرحلة وسط وحيادية بعض الشيء بين الاعتراف بوجود ما يُسمي الوعي والشعور والذات في الذهن وبين إنكار وجودهم واعتبارهم جزءًا من الأنشطة المختلفة والمتعددة التي يقوم بها المخ، فذلك الافتراض يكتفي بالاعتراف بأن الشعور هو ذلك السر الغامض الذي يتجاوز فهم الانسان.

كانت تلك الصعوبة هي التي دفعت الفيلسوف الأسترالي (ديفيد تشالمرز) إلى وصف الوعي أو الشعور على أنه "معضلة كبرى"؛ ولذلك فقد ركز (تشالمرز) على دراسة مشكلات الشعور بدلاً من دراسة الشعور نفسه، وقد قسم تلك المشكلات إلى مشكلات صعبة ومشكلات سهلة، ويرى أن المشكلات السهلة هي تلك التي تتعلق بدراسة الأنشطة الفسيولوجية والموضوعية للمخ حيث تهتم بمعرفة الأسباب التي تؤدي بالمخ إلى القيام ببعض الوظائف سواء كانت هذه الأسباب نفسية أو غير نفسية.

وبالطبع فإن تلك المشكلات تثير العديد من التحديات والعوائق لدى علماء النفس أثناء دراستهم لها، لكنها في النهاية مشكلات سهلة نسبيًا بالمقارنة مع النوع الآخر من المشكلات، لكن تلك المشكلات السهلة لا تدلنا على المشاعر أو الوعي ولا يمكنها أن تفسر من أين تأتي هذه الأشياء؟ كما أنها تفسر الوظائف الفسيولوجية وأسبابها بشكل ينطبق على الإنسان الآلي بنفس الطريقة التي تفسرها بالنسبة للإنسان الذي ينبض ولديه شعور ووعي، لذا فإننا نجد أن المشكلات الصعبة هي تلك المشكلات التي تتعلق تحديدًا بالذهن وما ينتج عنه من وعي وشعور.

2- الوعي والشعور بين الماضي والحاضر

اختلفت الطريقة التي تم بها تناول المشكلة الصعبة للشعور بين الماضي والحاضر؛ فقد أصبحت الآن مع التطورات التي شهدها العلم تحت تهديد كبير للغاية. فعالِم الفيزياء الذي يرى أن الكون بأكمله عبارة عن جزيئات وذرات يهدد بإخراج الوعي تمامًا من دائرة الوجود، بينما نجد أن تناول معضلة الشعور قبل القرن العشرين كان مختلفًا للغاية؛ حيث كان يسلّم العلماء والفلاسفة حينها بأن الشعور والوعي هما أشياء مستقلة تمامًا عن الأشياء المادية، بل كان يُنظر إلى المادة وليس الذهن على أنها مواطن من الدرجة الثانية. ومن أهم الفلاسفة الذين أكدوا على ذلك هو (رينيه ديكارت)، فعلى الرغم من أن له إسهامات عديدة في الفيزياء الجديدة، لم ينكر وجود الذهن والشعور كشيء منفصل عن المخ والمادة.

كان (ديكارت) يرى أنه يوجد عالمين منفصلين ولكنهما متداخلين: عالم الذهن وعالم المادة. وكان يرى أن عالم الذهن هو عالم تملؤه الأفكار والعواطف والألم وهذه الأشياء لا تشغل حيزًا من الخصائص المكانية للمادة كالحجم والشكل والحركة، والخاصية الوحيدة التي تجمع بين هذين العالمين هو الزمان، كما أنهما يتفاعلان مع بعضهما البعض على الرغم من اختلافهما الجوهري داخل الغدة الصنوبرية الموجودة في مخ الإنسان، وعلى الرغم من أن نظريته تلك عن الغدة الصنوبرية كانت موضع سخرية، لكن ثنائيته تلك ظلت دائمًا افتراضًا مطروحًا كحل يمكنه تفسير تلك المعضلة، واستمر خلفاء (ديكارت) في الانشغال بحل المعضلات التي تنتج عن تلك الثنائية.

حصرت ثنائية (ديكارت) وعينا في العالم الذهني الأمر الذي يجعلنا نتشكك حول معرفتنا بالعالم المادي وهل هي معرفة حقيقية وواعية أم غير ذلك؛ لذا فقد نظر البعض إلى ثنائية (ديكارت) على أنها توصمنا بالجهل فيما يتعلق بعالم المادة. وقد جاء الأسقف والفيلسوف (جورج باركلي) كي يحل تلك المشكلة؛ فقد زعم أنه لا يوجد شيء مادي أو فيزيقي خارج الذهن والتجارب الذهنية أي أنه قد قام بإلغاء العالم المادي الخارجي، ولخص ذلك في مقولته "أن توجد يعني أن تكون مدركًا" وهكذا فإن الادراك أو الشعور هو الشيء الذي يُثبت وجودك ووجود الأشياء من حولك فلا داعي للقلق حول مدى فهمك للعالم المادي خارج ذهنك لأنه لا يوجد في الأساس إلا داخل ذهنك.

كانت تلك الفكرة حول عدم وجود العالم المادي ووجود العالم الذهني فقط هي أحد الركائز الأساسية للفلسفة المثالية، التي كان يتبناها العديد من الفلاسفة اللامعين أمثال (جورج هيجل) و(ارثر شوبنهاور) وغيرهما، وحتى الفيلسوف (جون ستيوارت مل)، نجد أنه كان تلميذًا مخلصًا لـ (باركلي) ولآرائه حول طبيعة العالم المادي. فقد كان يرى أن "الأحجار والحصى وأشياء أخرى مادية ليس لها حقيقة منفصلة عن إدراكنا الحسي لها"، وقد جاء بعد ذلك الفيلسوف (برتراند راسل) ليسير على نفس النهج الخاص بكل من (باركلي) و(مل)، لكن ذلك لا يمنع أن هناك الكثير من فلاسفة وعلماء نفس القرن العشرين رفضوا تلك المثالية الخاصة بالوعي والذهن وقاموا بتفنيدها.

3- علم النفس السلوكي وعلم النفس الوظيفي

4- علم النفس من النواحي العلمية

5- هل الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي لديه وعي؟

اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان

ملخصات مشابهة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت

حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان