الرئيسية

تصفح ملخصات الكتب

المدونة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

ملخص كتاب أقدم لك التحليل النفسي

شرح النظرية النفسية التي وضعها (سيجموند فرويد)

إيفان وارد، أوسكار زاريت

التحليل النفسي هو تلك النظرية التي وضعها في تسعينات القرن التاسع عشر عالم النفس النمساوي (سيجموند فرويد) والتي غيرت مجرى علم النفس تمامًا، نتج عن تلك النظرية النفسية العديد من النظريات الأخرى التي تستهدف مختلف النواحي من بينها؛ رمزية الأحلام واللاوعي، الليبيدو أو الشهوة، الهو والأنا والأنا العليا، اللاشعور، وغيرها من النظريات النفسية التي تمكنت من شرح الكثير من الأشياء عن تلك الغابات المعقدة من المشاعر والأفكار التي تقبع داخل الانسان، وقد ساهمت تلك الأفكار ونتائجها في علاج العديد من الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية والعصبية، وعلى الرغم من ذلك لازالت تلك النظرية تتعرض للكثير من النقد من مختلف الحركات والأفكار.

1- التحليل النفسي؛ علم نفس الأعماق

كان اسم علم نفس الأعماق هو ذلك الاسم الذي أطلقه (فرويد) على نظرية التحليل النفسي، حيث أن تلك النظرية لا تكتفي بدراسة الأفكار والذكريات والمشاعر الموجودة داخل عقولنا فحسب بل تسعى كذلك إلى دراسة وتحليل ذلك الجزء اللاشعوري الموجود في أذهاننا والذي لم نكن نعلم عنه شيئًا في السابق، إلى أن أدرك (فرويد) عند نقطة ما أن بعض الأحلام لديها رمزية معينة لما يوجد داخل أعماق أذهاننا ولا نشعر بها، ولم نعد نزعم بعد ذلك الاكتشاف أننا شفافون أمام أنفسنا ونعرف عنها كل شيء بل أدركنا أن هناك بداخلنا جزءًا خفيًّا لا نشعر به لكنه يؤثر فينا ويعبر عن نفسه في صور رمزية سواء في أحلامنا أو في واقعنا، فقد تمكنت نظرية التحليل النفسي من تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا في المجتمعات الحديثة.

ويتضمن لفظ "الأعماق" الذي أطلقه (فرويد) مجازًا من نوع ما وهو كونه مفهومًا يعبّر عن أن العقل يتكون من طبقات متعددة وكلما نزلنا أعمق كانت المحتويات أكثر بدائية وخطورة، تلك التي دفنها المجتمع وتقاليده عميقًا حتى يتمكن البشر من العيش جميعًا بطريقة آدمية ومتقدمة وغير وحشية، ويكون دور المحلل النفسي ها هُنا هو البحث عن تلك الأعماق والوصول إليها وتحليلها حيث يشكل ذلك أهم الخطوات الأساسية التي تساعد على العلاج، فيقوم بفك الأفكار والسلوكيات التي يقوم بها مريضه للوصول إلى الدافع أو الموضوع الذي يحركه في أعماقه إلى هذا السلوك أو ذاك، لكن الأزمة ها هنا هو عدم وجود منهج علمي محدد يمكن أن يتبناه المحلل النفسي الأمر الذي يفتح المجال أمام بعض الأفكار المسبقة لدى المحلل إلى التوغل وربما تلفيق تحليل ما كي يتماشى مع تلك الأفكار.

هناك كذلك أشياء أخرى بخلاف الأفكار والسلوكيات على المحلل النفسي محاولة دراستها والتأليف بينها ألا وهي: الأحلام وتحليل محتواها الظاهر للوصول إلى المحتوى المضمر اللاشعوري الذي يوجد بداخلها، فغالبًا ما يكون الحلم في شكله الظاهري بالنسبة لصاحبه غريب وعجيب بينما في الواقع يكون الحلم ذا معنى فلسفي ما أو يعبر عن أمنية مكبوتة ولا واعية يحاول عقل المرء أن يعبر عنها، وقد يكون استرجاعًا لذكريات قديمة مؤثرة للغاية على العقل اللاواعي للإنسان، لكن التوصل إلى معنى الأحلام عملية صعبة ومعقدة وحتى المحلل النفسي لا يمكنه أن يقدم إجابات بسيطة وجازمة لمعنى الحلم. والحقائق التي يمكننا جميعًا الوثوق بها هي أن كل شخص يحلم، وكل شخص يدرك أن بعض الأشياء التي في الأحلام ترتبط بما حدث لنا في الواقع وقت اليقظة، وكل شخص لديه فكرة غامضة مقتنعة بأن الأحلام لابد أن تعني شيئًا أو معنى ما.

تعبر الأحلام عن تلك الأشياء التي تؤثر فينا دون أن ندرك أو نشعر بذلك، وحالة اللاشعور تلك تحديدًا قد اهتم بها التحليل النفسي معتقدًا أنها ستقوده إلى فهم كثير من الأشياء حول أعماق الانسان، فهناك العديد من الوظائف التي نقوم بها بشكل عفوي ولا شعوري دون أن يضطر العقل إلى حسابتها أو التفكير فيها بعمق كالمشي والأكل والشرب وغيرهم، ولا يقتصر اللاشعور على ذلك فحسب، بل يشمل كذلك الغريزة والأماني والخيالات اللاواعية والعلاقات الداخلية بين الأشياء الموجودة داخل الانسان، ويستخدم المحللون النفسيون العديد من النماذج المختلفة للتفكير فيما يوجد داخل اللاشعور وتركيبه، وكذلك طريقة تأثيره على السلوك.

وينظرون إلى محتويات اللاشعور على أنها الحوادث التي تحفز التعبير الإبداعي لدى الشخص كما يعتبرونها في الوقت نفسه السبب الذي يؤدي إلى شعور الانسان بالقلق والارتباك الذي يمكن أن يقوض قدرته على الاستمتاع بالحياة؛ أي إنه يمكن اعتبار مكونات اللاشعور على أنها القوة الخفية للسلوك إذا تم اكتشافها تم اكتشاف أعماق الشخص وتحليله ومن ثم إمكانية علاجه، كما أنه يساعد على رؤية المنطق أو العقلانية في أشد السلوكيات اللاعقلانية للبشر لذا فيمكن القول أن اللاشعور هو الشيء الذي يجعل العالم منطقيًا مرة أخرى ومن وجهة نظر (فرويد) فإن اللاشعور هو المعتقد الأساسي للتحليل النفسي وهو الفكرة التي جعلت التحليل علميًا وفرعًا هامًا من فروع علم النفس.

2- التحليل النفسي؛ ديانة أم علم؟

ينظر العديد من النقاد إلى التحليل النفسي باعتباره نوعًا من الدين، دين له نصوصه المقدسة وتلاميذه ووعوده الخاصة بالخلاص (العلاج) ومزاعم امتلاك الحقيقة (فهم اللاشعور والوصول إلى الأعماق)، ومن المفارقة أن ذلك الرأي لا يقتصر على النقاد فحسب، بل هناك بعض المحللين النفسيين الذين يرون أن هناك ترابطًا بين نظرية التحليل النفسي وبين الشامانية؛ وهي طريقة لعلاج المرضى في بعض المجتمعات البدائية وتقوم بالاتصال بالقوى الخارقة للطبيعة من خلال الساحر أو العراف وذلك لعلاج المرضى، ولا ينفي ذلك التشابه حقيقة أن هناك فروقًا جوهرية كبيرة بين التحليل النفسي والشامانية؛ من بينها على سبيل المثال أن المحلل النفسي لا يتكلم بلسان مريضه كما يقوم بذلك "الشامان" لكنه فقط يساعد المريض للتكلم بلسانه الخاص وإيجاد مشكلته وعلاجه بنفسه.

لكن تلك الفروق وتلك الفجوة بين التشبيهين لا تنفي حقيقة أن هناك العديد من التساؤلات الأخرى التي يتم طرحها منذ التغييرات الجذرية التي حدثت في القرن التاسع عشر والقطيعة مع الكنيسة في المجتمعات الغربية: هل أصبح البعض يعتبر التحليل النفسي بديلاً عن الدين؟ هل يمنحهم إجابات جديدة عن الأخلاق والخطيئة؟ وهل يمنحهم الخلاص؟ هل حلّ المحلل النفسي محل القديس وهل حلّت عملية التحليل محل الاعتراف؟ والحق أن هناك شيئًت مشتركًا بين التحليل النفسي والسعي الروحاني هذا من ناحية، لكن من ناحية أخرى فإن تساؤل هل التحليل النفسي دين، بالإضافة إلى تلك الثنائية المتناقضة التي تتضمن الدين والعلم يطرحان بدورهما تساؤلًا آخر ألا وهو؛ هل التحليل النفسي علم؟

إن أهم ما يميز أي علم هو أنه يقدم لنا معرفة أكيدة وحقائق مثبتة دون أحكام مسبقة أو تحيزات شخصية أو ثقافية، وأن تكون تلك الحقائق يمكن إثباتها من خلال التجارب، لكننا نجد في الوقت نفسه أنه وعلى الرغم من الحقائق والأفكار المتسقة التي يقدمها علم النفس والتحليل النفسي فإننا نجد أن الأحداث الذهنية والانفعالات والسلوكيات الشخصية هي دومًا أشياء غير قابلة للقياس، وتختلف من شخص لآخر وقد عبّر (فرويد) عن ذلك بوضوح حين قال "إنني أحسد دومًا الفيزيائيين والرياضيين الذين يقفون على أرض صلبة بينما أنا أحلق في الهواء."، لذا فإنه من وجهة نظر محايدة فإن التحليل النفسي وفقًا لما يقدمه من معلومات عما يخص البشر لا يعدو كونه منهجًا مخصصًا للعلاج.

3- كيف يعمل التحليل النفسي؟ - الجزء الاول

4- كيف يعمل التحليل النفسي؟ - الجزء الثاني

5- هل التحليل النفسي مُناسب لكافة الأشخاص؟

اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان

ملخصات مشابهة

ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة

هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت

حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان